الجميع يتسائل من هو صاحب الضريح المسمى باسم “سليمان شاه” و الذى كان السبب فى أن تعتدى تركيا على دولة سوريا, و فى أى عام تم بنائه و لماذا تم تحديد الموقع فى سوريا؟ كل تلك الأسئلة تم أثارتها أبان مصرع جندى تركي مساء السبت أمس أثناء عملية فى ساعة متأخرة من ذلك اليوم قام بها قوات تركية على أراضى سوريا بغرض القيام بإجلاء عساكر من تركيا يقوموا بحراسة هذا الضريح الغامض. أهم النقاط التى نتناولها فى هذا التقرير: – المزار يحرسة نحو الـ40 جندى تركي و يتم تغيير القوة فى مواعيد محددة بانتظام. – عمر الضريح “سليمان شاة” يقارب الـ700 سنة. – عقب المعاهدة التى أقيمت بين فرنسا و تركيا بات الضريح تحت سيادة تركية. اليوم الأحد قامت القناة العربية “سكاى نيوز” بنشر خبر يفيد, بأنه تم عبور رتل من الدبابات التى تخص القوات التركية و بالتحديد من بلدة عين العرب و التى قام المقاتلون الأكراد باستردادها مؤخرا من التنظيم المسلح داعش, بعد القيام بالتنسيق للسيطرة على عين العرب مع القوات البشمركة. حيث أنه منذ عام 1921 و هو تاريخ التوقيع على الاتفاقية المبرمة مع فرنسا بات هذا الضريح ضمن الأراضى التركية و هذا حينما كانت فرنسا تستعمر سوريا, حيث أن هذا الضريح تعتبره دولة تركيا بأنها أرض ذات سيادة تركية و قامت بالعديد من المرات بالتعهد بأن تدافع عنه لكى تقوم بمواجهة أى هجوم يتم عليه من جانب المقاتلين, كما أنه يعتبر الأرض التى تقع خارج حدود تركيا و تخضع لسيادتها و التى يعمل مع التغيير المنتظم للحماية لهذا المزارقوة تبلغ الـ40 جندى . حيث أن ضريح سليمان شاه يقع على الضفة من نهر الفرات شمال سوريا فى محافظة ريف حلب على مقربة من بلدة منبج, و تبلغ عمر هذة المقبرة نحو 700 عام حيث أنه تم تشييدها من الحجر الأبيض. و لمن لا يعرف سليمان شاه, فهو يعتبر جد الأتراك العثمانيين الذين قاموا بتأسيس الامبراطورية العثمانية و الذى قاموا بجعل عاصمتها استنبول “الآستانة” و هذا بعد قيامهم بالأحتلال عام 1453 م لعاصمة الدولة البيزنطية و كان هذا على أيدى السلطان محمد الفاتح, و فى عامى 1516 و 1517 تم التمدد للامبراطورية فى البلدان العربية و التى كان منها مصر و الجزيرة العربية و سوريا و كان هذا على أيدى السلطان سليم الأول, و هنا تم النقل إلى استنبول للخلافة الإسلامية. و فى عام 1531 قامت جيوش السلطان سليمان القانونى بالوصول إلى مشارف مدينة فيينا و التى هى حالياً عاصمة لدولة النمسا ليعلن عن أقصى أمتداد لهم فى الغرب الأوربى. سليمان شاه و هو الجد إلى عثمان و الأب إلى أرطغرل يك و كان مع عشيرته يقوم بأجتياز نهر الفرات و على مقربة من قلعة جعبر التى تقع فى سوريا, و هذا فى عام 1231 م غرق مع عدد من الحاشية بالنهر, و تم دفنه فى المكان الذى يطلق عليه حالياً فى سوريا ترك مزارى بقلعة جعبر. فى حين أن عدد من المؤرخين قد شككوا فى الروايات الخاصة بضريح الشاه الرسمية و قالوا: من الجائز بأن تكون لاحقاً ملفقة بغرض الإثراء للهوية الخاصة بالامبراطورية التركية و من بعدها الوطنية. و بعد مرور سنوات من هذا, قام عبد الحميد الثانى السلطان العثمانى بإصدار قرار ليتم التكريم إلى ذكرى جد أسرته و الرحلة الطويلة التى قام بها عن طريق إنشاء ضريح هو القبر الخاص به, حيث يذكر بأن القبر كان ضمن الرموز التركية القومية آنذاك حيث أن الزعيم مصطفى كمال أتاتورك قام مضطرا بأن يحافظ على الضريح حسب ما ذكر بالمعادة مع فرنسا وقتها. و طبقا للمادة الـ9 و التى فى المعاهدة التى سميت بأسم “أنقرة” و التى وقعت بين فرنسا و تركيا, عام 1921 عنما كان على سوريا الانتداب الفرنسى, حيث أتفق على أن يكون ضريح سليمان شاه تحت ولاية تركية, و كان المقابل لهذا أن تقوم تركيا بالاعتراف بأن الانتداب الفرنسى يكون على دولة سوريا. حيث أن قبر سليمان شاه على مقربة من قلعة جعبر نادرا ما يقوم أحد بزيارته و من الصعب الوصل له لأنه بعيد عن الأنظار. و فى عام 1968 عن إصدار القرار ببناء سد الفرات و بالتحديد عند موقع الطبقة و الذى يطلق عليه حالياً مدينة الثورة سوف يصبح الضريح بالكامل و بعض أجزاء لقلعة جعبر مغمورين بمياة هذا السد الذى سوف يرتفع بسببه الماء عن المنسوب السابق بجانب موقع السد بما يقارب 30 متراً, و هنا تم إصدار القرار بأن ينقل الضريح إلى موقع آخر. و لكن الجانب التركى أثناء مفاوضاته المشتركة قام و بكل أصرار أن يبقى الضريح على أرض سورية و بالفعل تم نقل الضريح إلى تلة تقع من الشمال لتل قره قوزاق و هى مرتفعة و تقع شرق منبج ما يقارب الـ30 كيلومتراً و التى فى عام 1972 تقرر بناء جسر عظيم يقوم بوصل الشامية بالجزيرة فوق نهر الفرات. و من هنا بات كل من يقوم باستخدام الطريق ما بين حلب و عين العرب و منبج و الحسكة و عين عيسى و القامشلى يرون علم تركيا على قبر سليمان شاه يرفرف أثناء أيابهم و ذهابهم.

المصدر: نجوم مصرية